ألف ”مبروك“ للجابرية

 

 

 

نبارك للفريق العماني فوزه بدورة الخليج، وكذلك نبارك للكويت نجاحها الباهر بتنظيم هذا اللقاء، وجهدها الكبير لجمع شمل دول الخليج، ولكن هناك أيضاً تهنئة خاصة للجابرية وسكانها وزائريها!

نعم، ألف مبروك للجابرية، فأخيراً قامت الدولة مشكورة بصبغ المطبات المطشرة في شوارعها بعد سنوات طوال بلا صبغ أو إشارات دالة، فسياراتنا تكسرت، والحوادث حدث ولا حرج. وكنا كتبنا عن الموضوع، وكتب غيرنا، وأخيراً اليوم رأيت المطبة القريبة من منزلي مصبوغة باللون الأصفر، ومن نوعية جيدة، فقلت «هذا الجار مسويها على حسابه»، ولكن بجولة بسيطة رأيت أكثر من مطبة مصبوغة بنفس النوعية، مما يعني أن الحكومة بأجهزتها ذات العلاقة أخيراً قد قررت إنهاء تلك المأساة، واعتقد انها بداية طيبة للوزارة الجديدة، تخلينا نتفاءل شوي! وفي الوقت الذي أخذت أمدح فيه الوزارة رد عليّ صديق وقال يمكن أحد الوزراء الجدد من سكان الجابرية، فقرر إعطاءها الأولوية، وكما يقول المثل الكويتي «من صاده عشى عياله». طبعا هذا احتمال وارد، ولكني آمل أن يكون صاحبي على خطأ، وأن الإجراء سيشمل كل مناطق الكويت من دون استثناء، وإلا لا طبنا ولا غدا الشر. وكذلك آمل من البلدية أن تكمل معروفها وتنهي معاناتنا من بعض الملاك «بلاعين البيزة»، ممن لا يفكرون بجيرانهم قبل لا يقبلون على تأجير عقاراتهم، ولا مشكلة في التأجير على العائلات سواء الكويتية أو الوافدة. أما أن تتحول المنطقة إلى جليب الشيوخ أخرى تمتلئ بالعزوبية والعمالة السائبة والمكاتب التجارية، فهذا لا يجوز. وأعطي مثلاً في أحد الجيران الذي قسّم بيته إلى أربع بيوت (طبعاً مخالف لقانون البناء). فالسكان القدامى رحلوا، وصاحبنا قام يؤجر على من هب ودب. المهم لاحظت أن المستأجرين الجدد هم عبارة عن مجموعة من الناس يتواجدون فقط مساء إلى منتصف الليل. أول وهلة اعتقدت انهم عزوبية، وأصحاب مزاج، فمسكت واحد منهم وبغلاظة سألته: «منو أنتم؟»، والمفاجأة كانت أن المستأجر هو أحد نوابنا الأفاضل المشرعين واضعي القوانين! فصاحبنا حول المكان إلى مكتب انتخابي، والداخل والخارج في أنصاص الليالي هم مفاتيحه الانتخابية. وأحب أسأل صاحبنا النائب: أول شي أنت استأذنت من جيرانك قبل أن تزعجهم بمفاتيحك الانتخابية وزوارك؟ وثاني شي ألا تعرف أن القانون يمنع سكن العزوبية والمكاتب داخل مناطق السكن الخاص، وإلا ما مرت عليك هالسالفة؟ ولو نفس الوضع صار بجانب سكنك وعائلتك هل كنت سترضى بذلك؟ وإلا كما يقول المثل «جلد ما هو جلدك جره على الشوك». وأقول لن تستقيم أمور هذا الوطن ما لم تجد الحكومة حلاً لبلدية الكويت، سواء من تطوير قوانينها أو إعادة هيكلتها بما يخدم مصلحة الوطن، فهي صمام الأمان ان صلحت.

وتسلمون.

 

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء السادس عشر من يناير عام ٢٠١٨ (الرابط الالكتروني)

ألف ”مبروك“ للجابرية Pdf   


عدد الزائرين:

206 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr