جمعية الصحافيين.. والموت السريري

WhatsApp Image 2020 03 03 at 83258 AM

بعد أكثر من ٦ سنوات كتابة مستمرة وغير منقطعة في جريدة القبس الغراء، وبعد نشر ما يقارب ٣٠٠ مقال وإصداري لكتب عدة، ونصيحة من ابن أخي عبدالله قررت أن ألتحق بجمعية الصحافيين الكويتية كعضو، وطبعاً أول خطوة عملتها هي أن دخلت لموقع الجمعية وذلك قبل سنتين، وفوجئت بقِدم ما هو منشور بهذا الموقع، ففي الوقت الذي تغيرت به رئاسة مجلس الوزراء نجد أن آخر ما نُشر بالموقع هو زيارة رئيس الجمعية للرئيس السابق، وعند كتابة هذا المقال فتحت الموقع علشان أتأكد أنه فعلاً ما زال مهملاً، وأعتقد أن آخر تحديث كان قبل أربع سنوات على الأقل، ومن خلال الموقع أستخلص لكم تعريفاً بسيطاً للجمعية فهي تنظيم نقابي يلتزم خدمة أعضائه، أُنشئت بقرار من وزارة الشؤون الاجتماعية بتاريخ 21 يونيو 1964م ومن أهدافها: توثيق روابط الود والصداقة بين الصحافيين والنهوض بالصحافة المحلية والدفاع عن مصالح الأعضاء وحرية الصحافة الكويتية، ويرأس مجلس إدارتها السيدة الفاضلة فاطمة حسين التي نتمنى لها طول العمر والصحة والسلامة. ومن خلال إعداد هذا المقال أخذت بالنظر لتجارب الجمعيات الصحافية لدول الخليج فإذا هي تسبقنا بسنوات ضوئية، وعلى سبيل المثال: «جمعية الصحافيين الإماراتية» والتي تتميز في العمل الصحافي المؤسسي من حيث احترافيتها في العمل ومواكبتها للأحداث من خلال تغطياتها الصحافية المختلفة للشأنين المحلي والدولي، وامتلاكها لمنصات تواصل اجتماعي على أحدث المستويات، وموقع إلكتروني متجدد يحتوي على جميع الأخبار المحلية والخليجية والدولية، إضافة لتعاونها مع الشركات التجارية من خلال رعاية برامجها والإعلان لديها، والتي تساعدها في التغلب على العقبات وتدعم ديمومتها واعتمادها على ذاتها، وكذلك عند تصفح مواقع الجمعيات الخليجية والعربية نرى مدى قوة وفعالية تلك الجمعيات مع أن منتسبيها في بعض الدول لا يتمتعون بسقف الحريات العالي لدينا في الكويت وأخذت أبحث أكثر عَلِّي أضع يدي على حقيقة الأمر، ولكن دون جدوى لعدم معرفتي الشخصية بأي من أعضاء الجمعية وكذلك لعدم إلمامي بالعمل الصحافي اليومي كوني فقط «كاتب مقال»، ولكن قبل كم يوم وعلى حسابي في «تويتر» لاحظت متابعاً جديداً وهو الفاضل د. زهير العباد رئيس نقابة الصحافيين الكويتية، وقد أثارت التسمية انتباهي، زين الحين شنو الفرق بين الجمعية والنقابة وليش عندنا ثنتان، طبعاً حاولت أشوف موقع للنقابة بس ما استدليت ولكن من خلال مقابلة على اليوتيوب مع رئيس النقابة فهمت أن النقابة أُشهرت بموجب أحكام قضائية بمعنى أن وزارة الشؤون رفضت إشهار النقابة، فلجأ مقدمو الطلب للقضاء والظاهر في مشاكل بينهم وبين الوزارة، وعلى حسب ما ذُكر في المقابلة أن منظمة العمل الدولية خاطبت وزارة الشؤون بعدم التدخل بشؤون النقابة، والواضح أيضاً أن النقابة أنشط بكثير من الجمعية، ويمكن المقارنة بالنشاط قد لا تكون عادلة، فالجمعية للأسف تُعاني من موت سريري ـــ إن صح التعبير ـــ قياسًا على ما هو عليه موقعها الإلكتروني، المهم الكويت رائدة بمؤسسات المجتمع المدني وعامرة بجمعياتها ونقاباتها والكويت السباقة وما زالت بقوة الصحافة والكلمة هذا مما دعاني للكتابة، فمنظر الجمعية من خلال موقعها الالكتروني يُثير الشفقة وآمل من أعضاء الجمعية والنقابة الإنجاز بما يليق بالتطلعات وبمكانة الكويت الصحافية والإعلامية وتلك نصيحة فقط لا غير.

وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الثاني عشر من أكتوبر 2021 (الرابط الإلكتروني)

جمعية الصحافيين.. والموت السريري PDF

عدد الزائرين:

25 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr