تورنتويات (١)

 

 

 

من كل عام وفي الوقت نفسه، أتوجه إلى مدينة تورنتو الكندية. علاقة ود مع المدينة تشكلت منذ التحاق ابني بالجامعة، فكانت فرصة لي للتعرف وعن عمق على تلك المدينة وأسلوب الحياة ونوعية الناس والنظام والثقافة، وكل مرة أقارن ما هو هناك بما لدينا، وأحسن طريقة تفهم فيها أي مدينة أنك تتصل على دلال عقارات وتقول له بشتري شقة أو بيت أو حتى عمارة ومن هناك راح تعرف المدينة عدل. وطبعا إذا شريت راح تعرف أكثر نظام التسجيل والبلدية والمحامين والبنوك، وشي يجر شي. ومع الأيام والسنين أضحت معرفتي بسوق تورنتو العقارية توازي معرفتي بالسالمية وحولي طبعا مع الفارق بالتشبيه. ومن باب المشاركة بفائدة المعلومة راح أتناول عدة مقارنات بينا وبينهم. وأبدأ بالسوق العقارية، حيث تعتمد كندا على المهاجرين، إذ سكانها لا يتعدون ٣٥ مليون نسمة على مساحة أرض بضعف مساحة أميركا، ومع نجاح الرئيس ترودو في الانتخابات سيزداد عدد السكان بشكل كبير. لكن الملاحظ أن أصحاب الحظوة في الجنسية الكندية هم لاجئوا الدول المضطربة مثل الصومال وأرتيريا وأفغانستان وغيرهم، وكندا تفضل المهاجرين أصحاب المهن من نجار وحداد وممرض، وما عندهم تجار إقامات، والجنسية حسب حاجة الدولة وتحت مظلة القانون والقضاء. ومن أصعب الأمور هناك منح فيزا عمل لأجنبي، فالجماعة يبون يزيدون عدد المواطنين وليس العمالة المؤقتة. والهجرات تحتاج إلى سكن ومحال وورش ومصانع، وكل ذلك ذو طابع عقاري، ما جعل السوق العقارية بكندا سوق نشطة. وطبعا أتكلم عن المدن الكبيرة، مثل تورنتو ومونتريال وفانكوفر. وبالمقارنة مع سوقنا العقارية، باستثناء السكن الخاص، فهي كذلك تعتمد على الأجانب بشكل أساسي، ومن دونهم فلا اقتصاد لدينا، وتلك رسالة للأصوات المعادية للعمالة الأجنبية في البلاد. المهم بمقارنة بسيطة، هناك قانون صارم ينظم الهجرة والعمل، وإحنا عندنا فوضى عارمة وتيهان عظيم في ما يخص الهجرة والعمالة الوافدة، وآخرها تصريحات مسؤولي الشؤون وبعض نواب مجلس الأمة اللي يتكلمون عن تقليص العمالة الوافدة وعدم التجديد للمقيم لأكثر من خمس سنوات بعدين جيب غيره يجرب فينا، وكذلك ما قابلها من قرارات وزارة الداخلية الأخيرة التي أقرت السماح بتحويل فيزا الزيارة إلى عمل وغيرها من مواد التي أسعدت الكثير من تجار الإقامات، وما أدري إذا الوزارتين نسقتا مع بعض ولا كل واحدة دربها غير. المهم أرجع للعقار هناك الذي ارتفع بشكل جنوني نتيجة تسهيلات البنوك، خصوصا للمواطنين الذين يشترون منازل لأول مرة، حيث تدعم الحكومة تلك الفئة وتعفيها من الضرائب، ودعم ذلك انخفاض الفوائد. إلا أن ذلك وبالتوازي فتح شهية المستثمرين الأجانب على شراء الشقق على المخطط، خصوصا الصينيين، وتطور الأمر وأضحى كبار مطوري الأبراج السكنية من الصينيين والمشترون أيضاً صينيين. ونكمل في المقال القادم. وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الخامس من نوفمبر ٢٠١٩ (الرابط الالكتروني)

تورنتويات (١) Pdf

عدد الزائرين:

487 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr