العقار ما بعد الجائحة (1)

WhatsApp Image 2020 04 28 at 95233 AM

نظرة ضبابية تُحيط بمستقبل العقار ما بعد جائحة «كورونا»، ففي كل يوم نقرأ تصريحات وتقارير تتناقلها الصحف، والأكثر منها متشائم من مستقبل هذا القطاع، فكما هو معروف أن العقار في الكويت يُعتبر القطاع الأهم والأثمن لدى المواطنين، وهو خزين الضمانات المأمون لدى البنوك، وبمعنى آخر وكما يقال بالمثل الأجنبي «لو عطس العقار لأُصيبت البنوك بالإنفلونزا»، وسُئلت كثيراً عن وجهة نظري من واقع خبرتي ومعايشتي لأزمات كثيرة عصفت به، ويظل المثل الكويتي الذي يقول «العقار يمرض ولا يموت» خير جواب، ولكن هذه الأزمة لها طابع ثان، كونها عالمية وسريعة، فالإغلاق للمجمعات والأنشطة التجارية وتوقف الأعمال ومنع التجول خلقت ربكة كبيرة ما بين أصحاب العقارات وزبائنهم التُجّار، وكذلك ما نسمع عنه ونأمله في الوقت نفسه وهو إعادة هيكلة التركيبة السُكّانية وما يعتقد الكثير بأنه سوف يخلق فائضاً في العرض وانخفاضاً في الإيجارات، ولا يوجد جواب واحد ممكن أن يَشفي غليل السائل عن مستقبل عقاره من بعد الجائحة وذلك من دون تحليل بسيط لمكونات هذا القطاع، وهذا ما سوف نقوم به وباختصار.

أعتقد أن القطاع التجاري سوف يتعافى سريعاً لأصحاب المجمعات والتُجّار الذين أحسنوا التصرف. وخلّوني أقول لكم شلون.. الحقيقة الواضحة للعيان أن القوة الشرائية الرئيسية هي من الكويتيين، الذين لم تتأثر رواتبهم بل ازدادت السيولة لديهم، لكون الحكومة مشكورة أجّلت كل التزاماتهم ستة أشهر وفي الوقت نفسه «قاعدين» في البيت ومصاريف الجمعية والأكل تكاد لا تُذكر، وفوق هذا ماكو سفرهذا الصيف، وبطبيعة الكثير من الكويتيين ثقافة الصرف تطغى على ثقافة التوفير، فبمجرد رفع الحجر راح نلاقي تلك السيولة تتجه إلى السوق، وهنا إذاً صاحب المجمع استطاع استيعاب الخسارة مقابل المحافظة على مستأجريه، وفي المقابل التاجر حافظ على موظفيه وهيكلة عمله وتحمّل كلاهما تلك الخسارة المؤقتة، مع الاستفادة من القروض المُيسرة التي تقوم البنوك بتقديمها فإني أستطيع أن أجزم بأن الأشهر الثلاثة ما بعد رفع الحظر، هذا التاجر سوف يعوض كل خسائره وصاحب العقار في المقابل حافظ على تدفقاته النقدية وتجنب حدوث شاغر في الوحدات التجارية التي قد تتطلب إعادة تأجيرها سنوات، والفكرة هي أن الجائحة أزمة عالمية، والكل خسر، ولكن الرابح من يستطيع هضمها والخروج منها بذكاء وبأقل خسائر، وهذا الجواب يشمل القطاع التجاري من مجمعات وعيادات وحرفي وما شابه. أما العقار الاستثماري والسكني وتأثير الجائحة عليه فسنتكلم عنها في المقال المقبل.

 *** وبمناسبة حلول الشهر الفضيل أتقدم بأجل وأجمل التبريكات إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد وإلى ولي عهده الأمين وإلى الشعب الكويتي ولكل من يقيم على أرض الكويت.

وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الثامن والعشرون من ابريل 2020 (الرابط الإلكتروني)

العقار ما بعد الجائحة (1)  PDF   

 

عدد الزائرين:

497 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr