نذير شؤم

WhatsApp Image 2020 04 28 at 95233 AM

مع كامل التقدير لكل من وقف في الخطوط الأمامية، ولكن وبعد مرور ثلاثة أشهر منذ بداية الجائحة ووزارة الصحة تُقلبنا ذات اليمين تارة وذات اليسار تارة أخرى، ومِثل ما يُقال في عاميتنا «محنا عارفين طقاقنا» ولا احنا إلى الآن فاهمين شنو كانت استراتيجية الحكومة عندما صفقنا لها؟ ولّا الآن وهي توزع المكافآت ومع عجز الميزانية! ولا حد يزعل ولا تقولون حسد، ولكن عند إغلاق البلاد كانت الإصابات تُعد على عدد الأصابع، وعندما قاربت المئة دخلّتونا بالحجر الجزئي وخلقتوا زحام وهلع عند الجمعيات وكأنكم تقولون للصاحي روح امرض، وبالتوازي انتشر الفيروس بين العمالة الهامشية المُكدسة في جليب الشيوخ والمهبولة، ودخلّتونا بالحجر الكلي وقبله بيوم دخلت البلاد بقمة التزاحم والتدافع! وأصبحنا نرى الاصابات فوق الألف وكمّلتوها بإعطاء تصاريح لأصحاب الشاليهات والمزارع يطلعون ويتجمعون مع أهاليهم في العيد ودون اعتبار لاحتمال انتشار العدوى ما بين تلك العائلات، خصوصاً أن الإصابات ما بين المواطنين بدأت تأخذ الصدارة وفي نفس الوقت ضربتوا عرض الحائط بمشاعر بقية المواطنين وهم الأغلبية الملتزمة واللّي الكثير منهم منحكرين في شقق وأدوار، وكفاية عليهم الضغوطات النفسية، فما كان له داعي أن تُثخنوا جراحهم، والآن جايين تقولون لنا الوضع تحت السيطرة والمنحنى في انحدار، والكل يتساءل هل المنحنى في انحدار فعلاً أم أن عدد المسحات هي التي في انحدار؟ والآن دخلنا بالحجر المناطقي وبالمقابل غيّرتوا بروتوكول الحجر للمصابين إلى ١٠ أيام، وبموجب تصريح رسمي تقطع وزارة الصحة الشك باليقين وتؤكد استمرارها بأخذ المسحات وبموجب آلية خاصة بهم ويشكرون على ذلك التوضيح على هذا الامر المقلق. وأخيراً خطتكم لعودة الحياة الطبيعية والتي بالظاهر تعتمد على سياسة «التجربة والخطأ» فقرار إعاده فتح أنشطة البنوك بعد يومين من تطبيق الخطة يعطينا انطباعا أن هذا القطاع قد سقط سهواً، وأما الاقتصاد المسكين فقد تكون تلك الخطط قد أصابته بمقتل، مما حدا بالحكومة اللجوء إلى التعاقد مع شركة «ماكينزي للاستشارات»، والصراحة عندي شغلتين ماني فاهمهم، الأولى: إذا مع ألف أصابة في اليوم بنرجع دواماتنا والأمور طيبة زين ليش سكرتوا الديرة من شهر مارس بوقت الإصابات ما تزيد على عدد الأصابع؟ يعني ما تلاحظون أنه فيه شيء غلط؟! وبعدين منو بيتحمل كل هذه الخسائر المالية والنفسية التي تعرض لها الشعب الكويتي إن كان الإغلاق في ذلك التاريخ ليس بمستحق؟ والثانية: ليش الحكومة مستعجلة على صرف المكافأة قبل انتهاء الأزمة، احنا إلى الآن ما خلصنا ويمكن بعد رفع الحظر تزداد الأمور سوءا، الصراحة صرف المكافآت قبل إتمام المأمورية ما هو إلّا نذير شؤم على ما هو قادم فمن يحب وطنه وعائلته عليه بالحجر الذاتي والالتزام الكامل بتعليمات الصحة، فنحن مازلنا في بداية ذروة انتشار العدوى واذا ما التزمنا ترى لا الصحة ولا الحكومة تقدر تسويلنا شيء!. 

وتسلمون

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء التاسع من يونيو 2020 (الرابط الإلكتروني)

نذير شؤم  PDF   

 

عدد الزائرين:

190 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr