مظفر

WhatsApp Image 2020 03 03 at 83258 AM

حقبة تاريخية يغفل عنها الكثير من أبناء الجيل الحالي، تلخصت في كتاب مميز بعنوان «بيت الكويت في القاهرة» للكاتب مظفر عبدالله راشد، يروي فيه قصة بيت الكويت في القاهرة، الذي أصبح منارة ثقافية للطلاب الكويتيين المبتعثين لمصر، وهو بمنزلة الملحق الثقافي لأي سفارة في العصر الحالي. بدأت جذور القصة في عام 1934 حين تم إرسال أول بعثة كويتية رسمية مكونة من سبعة طلاب، وبعد إنشاء مجلس المعارف عام 1936 بدأت البعثات الكويتية تتوالى لرفع مستوى التحصيل العلمي للمبتعثين. هذه البعثات المتوالية هي التي شكلت إنشاء «بيت الكويت» في القاهرة، الذي تم افتتاحه في أكتوبر من عام 1945، وعند انتقال البيت لمقره الجديد في عام 1951 دشنه الرئيس المصري جمال عبدالناصر ورئيس دائرة المعارف آنذاك الشيخ عبدالله الجابر الصباح، وقد افتتح البيت ذراعيه للأنشطة الرياضية والفكرية للطلبة المبتعثين، وأشرف عليهم الأستاذ عبدالعزيز حسين، وهو ما رصدته أعداد مجلة البعثة، الذراع الإعلامية للبيت الصادرة بين عامي 1946 إلى 1954، والتي يمكن اعتبارها سجلاً لأحداث وتوثيق للريادات الأدبية والثقافية الكويتية، ومن ضمن كتابها المميزين خالي الأستاذ محمود توفيق الجراح، الذي أعكف حالياً على تأليف كتاب لسيرته الذاتية وبدايات الحركة الأدبية والثقافية في الكويت. وفي هذا السياق، لابد من تثمين الدور المهم لمركز البحوث والدراسات الكويتية، وعلى رأسه أ.د. عبدالله يوسف الغنيم، حيث قام المركز بالحفاظ على أعداد المجلة وإعادة طباعتها في مجلدات فاخرة لتكون متاحة للعامة والباحثين، ويروي الأستاذ حمد الرجيب في مذكراته بعض التفاصيل أقتبسها بتصرف لكي توضح الصورة للقارئ عن البيت وطلابه «كانت تعقد لنا ندوات كل أسبوعين، وكنا نتشارك في إصدار مجلة البعثة ونحرص على نقل تلك الندوات فيها، وكنا متآلفين في هذا البيت وكأنه لنا، وفيه نمضي أوقات فراغنا، وكل شيء فيه يسير بنظام وهدف، وكان البيت يقدم لنا المأكل والمشرب والمدرسين الخصوصيين، ولم يكن أمامنا سوى أن نجد ونجتهد فقط ونحصل العلم، حتى العلاج والملابس كانت مكفولة»، أما الكتاب فقد تطرق وبشكل جميل وسلس للتعريف بأعمدة بيت الكويت وأهم أركانه الأساتذة الأفاضل: عبدالعزيز حسين، أحمد مشاري العدواني، عبدالله زكريا الأنصاري، حمد عيسى الرجيب، وإن شاء الله في الطبعات القادمة نأمل من كاتبنا العزيز أن يكون لاسم الأستاذ محمود الجراح نصيب بين أعمدة هذا البيت. المهم ختم الكاتب فصوله باستعراض بعض من شهادات الأدباء والمفكرين مما اثرى محتواه وبشكل كبير، وهم أ.د. عبدالله الغنيم، ود. سليمان الشطي، والإعلامية القديرة فاطمة حسين، وختاماً لابد أن أشيد بجهد الكاتب في توثيق هذه الحقبة المشرقة من تاريخ الكويت، والتي تحتاج الى مزيد من الاهتمام وتسليط الضوء كل ذلك وكما اسلفنا بأسلوب شيق وجميل، فشخصيا استمتعت بقراءة هذا الكتاب، فكل الشكر والتقدير لكاتبنا مظفر عبدالله راشد على ما خط قلمه.

وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الرابع والعشرون من نوفمبر 2020 (الرابط الإلكتروني)

مظفر  PDF

عدد الزائرين:

131 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr