عزيزتي الحكومة الجديدة
عند نشر هذا المقال نكون قد وصلنا لمرحلة مجلس جديد، وما راح أبارك لأي عضو ناجح إلا بعد مرور عام على الأقل لأن هذا المجلس غير عن سابقيه، فهذا المجلس هو المسؤول الأول عن ديمومة الديموقراطية في الكويت والمسؤول الأول أيضاً عن استقرار البلاد، وعلى كل الأعضاء الناجحين أن يعوا وبدقة كل كلمة أدلى بها صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله، لا وبل أكثر من ذلك عليهم أن يعوا كل حرف، فأميرنا أمير الحزم قولاً وفعلاً فإن كان المجلس السابق حمل وصمة الإضرار بالبلاد والعباد فلا تحملوا وصمة من أضاع الديموقراطية وحقوق المواطنين، فالوضع أصبح لا يحتمل التسويف والصراعات بالنيابة، والناس ملّوا وزهقوا، فخلاص كافي، فعليكم الالتزام بقواعد الديموقراطية البناءة والفصل بين السلطات والابتعاد عن سلق القوانين والتدخل في ما لا يعنيكم، ولا تتدخلوا بخصوصيات المواطنين وحرياتهم الشخصية ومحاولة فرض الهيمنة والوصاية ومعتقدات بعضكم بقوانين تُطبق على من يخالفكم الرأي والمذهب، ونصيحة لا تحاولوا الولوج بقضية سحب الجنسية من المزوِّرين، فذلك الملف أصبح كقطار انطلق على سكة وماشي، والدفاع عن ذلك الملف هو فتح لباب الفساد، فمن يدافع عن مزور لا يمكن أن يؤتمن على المال العام ولا على مستقبل البلاد، المهم حطوا في بالكم أن الشعب الكويتي وراء أميره وبأعلى صوت يقول سمعاً وطاعة، وأُعيد وأُكرر خلوا عنكم ما لا يُفيد، وتعاونوا مع الحكومة ودعوا العجلة تسير، أما حكومتنا الرشيدة طبعاً أتكلم عن القادمة أعتقد بعد هذا الدعم من القيادة السياسية وغالبية المواطنين ما لكم حجة أمام أي تقصير، فالبلد مشلول وعدد كبير من المراكز القيادية شاغرة لسنوات، وهناك لجان حكومية صار لها سنة ما تشكلت، وهناك مجالس إدارات لهيئات حكومية انتهت مدتها، وأُخرى قاربت على الانتهاء، فيا حكومتنا القادمة.. البلاد على مفترق طرق وأعضاء المجلس الجدد قاعدين يطالعونكم إن رأوا الضعف منكم أو أحسوا به فسوف تُفترسون كما افتُرست الحكومات التي سبقتكم ومحد راح يلومهم، فالالتزام بصحيح القانون والعدالة بين المواطنين والنهوض بالتعليم والصحة والخدمات هي سفينة النجاة، ولا تنازل أو رضوخ لأي مطالبات غير مُحقة من قبل بعض النواب حتى إن كلف ذلك حل وإعادة انتخاب كل شهرين، في النهاية صلابة الحكومة راح تعلم الالتزام، ولي أمل أن تزاول الحكومة حقها الدستوري بالتصويت على الرئاسة ولجان المجلس وما تترك الحبل على الغارب فتصويتها ميزان، وقبل لا أختم الرجاء مراجعة كل القوانين التي تطرح من المجلس بشكل مهني ومدروس من المضمون إلى الصياغة علشان لا نتورط بقوانين عرجاء غير قابلة للتطبيق، وإن شاء الله الأمور تستقر وتمشي تمام ترى والله تعبنا!
***
وبمناسبة عيد الفطر المبارك أتقدم بأطيب التهاني والتبريكات لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، ولأهل الكويت كافة والمقيمين فيها وكل عام وأنتم بخير.
وتسلمون.
المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء التاسع من إبريل 2024 (الرابط الإلكتروني).
عزيزتي الحكومة الجديدة - PDF