شكراً بوبيان
حيث لكل بداية نهاية، ولكل فارس أن يترجل، وها أنا بنهاية هذا العام أصل إلى نهاية الرحلة مع هذا البنك الجميل كعضو بمجلس الإدارة، رحلة امتدت إلى ما يقارب ٩ سنوات، ولكن لا يمكن لي إلا أن أقول كلمة حق ومن دون أي مجاملة أو تملق، فإعجابي بأداء هذا المصرف ليس بجديد، وقد كتبت مقالاً بتاريخ ٢٥ نوفمبر ٢٠١٤ تحت عنوان «قعقاع الوطني»، وأُعيد نشر بعضاً من أجزائه حتى يتسنى لي تبيان وإثبات وجهة نظري بهذا المصرف وإدارته بعد ١٠ سنوات من نشره، ويقول المقال: «احتفل بنك بوبيان مؤخراً بمرور عشر سنوات على تأسيسه، وبعيداً عن التصريحات الصحافية والكم الهائل من الشكر الدبلوماسي، إلا أن لي كلمة في هذا البنك الذي عاصرت إنشاءه والمراحل العمرية التي مر بها، وكان لي فيها نصيبٌ من تقديم الاستشارة لبعض قيادييه -السابقين منهم والحاليين- مع الفارق الكبير بين الزمانين، لكن وكما يقول المثل «اللي فات مات» وهذا ليس بخساً أو نكراناً للجهود الكبيرة التي بذلتها القيادة السابقة منذ التأسيس، فما أصاب البنك جاء نتيجة تداعيات الأزمة المالية التي عصفت بالعالم، أما اليوم فحديثي هو عن بوبيان الفتي الذي استعاد عنفوانه مع شراء البنك الوطني للحصة المؤثرة في هذا البنك، فبدأ بحرفيةٍ عالية عملية تحويل وتطوير ونقل مبرمج لإرث وإدارة البنك الوطني المتميزة على يد السيد عادل الماجد، أحد قياديي البنك الوطني، والذي وقع عليه الاختيار لقيادة دفة بوبيان مع منحه كل الصلاحيات الكاملة لإعادة وهيكلة تلك المؤسسة، مع دعمه في آلية اختياره لأعضاء مجلس الإدارة ممن يغلب عليهم الخبرة والاختصاص، ومنذ ذلك الوقت بدأ بوماجد عملية التطوير في استقلاليةٍ كاملة عن المؤسسة الأم وبما يتطابق وبامتياز مع قواعد الحوكمة وتعليمات البنك المركزي، أضف عليها الاختيار الحكيم لأركان إدارته من خيرة الخبرات الكويتية، وقد لمست وعن قرب مدى التجانس والتعاون ضمن الفريق الواحد والإبداع الفردي، كلٌّ في موقعه، فالكل يعمل وفق استراتيجيةٍ مكتوبة أعدها خبراء عالميون، فليس هناك في إدارة بوماجد مجال لسياسة التجربة والخطأ، ولا أستبعد - بل أنا على يقين - بأن بنك بوبيان وبهذه الإدارة سوف يتفوق على أقرانه من البنوك الإسلامية خلال السنوات الخمس المقبلة، هذا إن لم يتفوق على مؤسسته الأم...» وعند نشره في ذلك التاريخ، سمعت بعض الهمس والتهكم من البعض وقالوا إن كتابتك بها تملق لأن بوماجد رفيجك، مع أنهم يعرفون زين اللي بقلبي على لساني وما عندي مجاملة بالشغل، وما رديت على ذلك الهمز واللمز، ولكني ضمرت الأمر إلى أن تأتي الفرصة وأثبت صحة كلامي، وها هي قد أتت وأرد وبالدليل، فأرقام وميزانيات البنك معلنة في البورصة، ولنرَ كم مرة تضاعفت أرباحه وكم كانت حصته السوقية وكيف أضحت الآن، وكم تفوق في التكنولوجيا وخدمة العملاء، هذا الكلام مو كلامي بل هو واقع السوق المنشور، وكما ذكرت قبل ١٠ سنوات بأن هذا المصرف سوف يتفوق.. وها هي نبوءتي تحققت بقدر كبير، وإن استمر على النهج نفسه سوف يتفوق وبإذن الله على مؤسسته الأم وتذكروا كلامي، هذا النجاح لم يأت من فراغ بل وراءه إدارة حكيمة، ومنذ أيام عملي في بنك الخليج وتأسيسي لمجموعة إدارة المخاطر بتسعينيات القرن الماضي والتي كانت الاولى بقطاع المصارف، كنت على يقين بأن المحرك الرئيسي للنجاح والفشل هو مجلس الإدارة لأي مؤسسة؛ فإن صلح المجلس صلح حال المؤسسة، وإن فشل فالبلاء عظيم، وشهادة للتاريخ فإني خلال عضويتي التي قاربت ٩ سنوات، لم أرَ إلا كل مهنية وتعاون ومحبة بين أعضاء مجلس الإدارة والإدارة المتعاقبين، ولم ألحظ أي نزاعات أو خلافات تضر بمصالح البنك، وكما يقال ومن دون أي مبالغة «مجلس وادارة ٧ نجوم بكل امتياز»، وبهذا المقام أتقدم بالشكر الجزيل للصديق والأخ عادل الماجد ولكل أعضاء مجلس الإدارة والأخوة في الجهاز التنفيذي وكل العاملين في المصرف وان شاء الله ما اكون قد قصرت بحق اي منهم، وان كان لا سمح الله، فالمعذرة فهو اكيد من دون قصد، والشكر موصول إلى إدارة البنك الوطني التي أتاحت لي الفرصة لأكون جزءاً ولو بسيطاً من ذلك النجاح، وأتمنى كل التوفيق للمجلس القادم، وكم أتمنى على بوماجد أن يعمل على تدوين تجربة بنك بوبيان لتكون منارةً تضيء مسار المؤسسات الناشئة.
وتسلمون.
المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء التاسع عشر من نوفمبر 2024 (الرابط الإلكتروني).
شكراً بوبيان - PDF