تحت هذا العنوان نشر بتاريخ 1961م –  دمشق – 953.2 م ش

تعال معي إلى:
حاتم طي القرن العشرين .... !!
المحسن الكبير والوجيه الأمثل
الحاج عبدالله عبداللطيف العثمان
---------------------------------------------- 

وهكذا .... كنت وصاحبي في السيارة حينما وقفت بناء على بعد عشرات الأمتار من دار ازدحمت حولها الخلائق وهذه الخلائق ذاتها هي التي منعت سيارتنا من أن تتقدم بنا خطوة واحدة ، فأنى لنا أن نشق طريقنا بين هذه الكتل البشرية المتراصة....وتساءل صاحبي وقد عقدت الدهشة لسانه..ترى ماذا حدث ؟! حتى في الكويت تقوم المظاهرات العارمة..؟!! ... فأجاب السائق: مهلا ... مهلا ... لقد وصلنا منزل الحاج عبدالله العبد اللطيف العثمان الذي تقصدانـه ... وهذه حال الناس أمام منزله مساء كل يوم بعد إذ جعل من نفسه الأخ الأكبر للفقراء والأيتام وأبناء السبيل..!!

واستطرد السائق يقول: اما إذا رأيت مثل هذه (المظاهرات) أمام بناية العازارية في بيروت حيث مكتب عبدالله العثمان...أو أمام جامع العثمان في بحمدون..وأخيرا أمام قصر سامي باشا مردم بك في دمشق...فعلم بان الحاج عبدالله العثمان هناك...أنه ينثر المال في سبيل الله يمينا وشمالا بشكل يختلف عما نألفه بغيره من الأثرياء وأقلهم مالا يملك أكثر مما يملك هو من المال والعقار..

وغرقت في تفكير عميق ، وسرحت في بحار من التأملات..

إن المال يعادل الروح .. والذي يجود بأمواله إلى حد الإسراف والإفراط دون أن يكون هنالك ما يرغمه على مثل ذلك الإسراف والإفراط لا بد أن يكون هنالك دافع يدفعه إليه ليس بالدافع المنظور أو الملموس .. فما هو ذلك الدافع يا ترى ..؟

واستغرقت في تفكيري وتأملاتي .. فأرى .. أنه الإيمان ...
والإيمان قوة ساحرة ، إذا استمسكت من شعاب القلب وتغلغلت في أعماقه تكاد تجعل المستحيل ممكنا !!

والحاج عبدالله عبداللطيف العثمان مؤمن بالله الذي يقول (وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) وهو إذ ينثر الأموال على الفقراء واليتامى والمساكين وأبناء السبيل والمحتاجين داخل الكويت وخارجها.

إنما يعلم أنه يعطي حقا ، ولذا تراه يتواضع في عطائه فلا يعلنه ولا يشهره ولا يتباهى به ولله دره ما أعظم إيمانه بالله رب السموات والأرض..لله دره ما أعظم إيمانه بالدار الآخرة التي ينفلت إليها الإنسان من هذه الدنيا الفانية لتستقبله في جوار الله الحدائق الغناء والقصور الزاهرة من تحتها الأنهار الجارية والنعيم والمقيم.

وبهـذه الخلايا والمزايا والصفات كـان عبدالله العثمان كبير المنزلة في بلده مرموقا بالثقة والمحبة فأضحى كبير المنزلة في كل ديار العرب مرموقا بالتجلة والاحترام أينما توجه وأينما سار .. ينطبق عليه ما قاله في (حاتم الطائي) أحمد تقي الدين المتوفي عام 1935:

هذا حمى (عثمان) بالجود ينهمر     كأنه نائلـه في كفنـه مطـر
كان في راحتيه النـار تستعـر     كأنـه خـادم للضيـف يأتمر

وهـذه شيـمة العـرب الصناديـد

هذا الذي يزدهي من نيله الكرم     ولا يحاكي نداه الناس كلهم
ولا تضارعه في جوده الديم     هذا هو الحر والدنيا له خدم

ومـن كـ(عبدالله) في الأمصار والبيد

هذا ندى (ابن العثمان) وشيمته     هذا الخلود وهذي عبقريته
والمرء إن لم يجد ضاعت كرامته     ولا تكرمه ان ضن ثروته

يا نفس مهما يكن من أزمة جودي

هذي مآثر (اخوان) لنـا نجـب     سطعن في أفق (العلياء) كالشهب
وصرت مفخرة، تبقى على الحقب     فلتفتخر بمزايـا قومنـا العـرب

ولنحتفظ بعلى آبائنا الصيد

فالناس كل الناس .. يعجبون بقصص الكرم .. وتستثيرهم ألوان السخاء ، وهم يتناقلون الأخبار السيالة على الألسن فيضفون عليها ثياب الأساطير .. ولكنني لا أروي أساطير هنا بل حقائق أغرب من الخيال تؤكدها الحوادث والشواهد والأرقام ويحس بها كل من زار الكويت أو سيزورها ويمر من أمام دار هذا الر جل العظيم الخالد ويرى الجماهير المحتشدة – كما رأيناها – حول داره في رمضان !!

عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((..يا أيها الناس ، اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله ، فجثا رجل من الاعراب من قاصية الناس والوي بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسـول الله ، ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله !! أنعتهم لنا ، حلهم لنا..(أي صفهم لنا) فسر وجه النبي بسؤال الاعرابي وقال: هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها ، فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..)).

نعم الإيمان بالله والحب فيه والأخوة على دينه والتناحر باسمه ، ذلك كله رأيته ولمسته يتدافع في نفس الحاج عبدالله العبد اللطيف العثمان .. إيمان يزن الجبال ولا يطيش .. إيمان بالله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الأولى وفي الآخرة وهو الحكيم الخبير !!
 
نعـم .. الحب في الله والايمان به والاخوة على دينه .. ومما لا جدال فيه أن الحب كالنبع الدافق يسيل وحده ولا يتكلف استخراجه بالآلات والأثقال .. والاخوة في الله لا تفرض بقوانين ومراسيم..وإنما هـي أثر تخلص الناس من نوازع الاثرة والشح والضعة ، وقد تبودلت الاخوة بين المسلمين الأولين لأنهم ارتقوا بالاسلام في نواحي حياتهم كلها فكانوا عباد الله اخوانا ولو كانوا عبيد أنفسهم ما بقي بعضهم على بعض .. ولو كان الحاج عبدالله العثمان عبد نفسه ما أحبه أحد .. ولعمري .. إن الإخاء الحق لا يثبت في البيئات الخسيسة ، فحيث يشيع الجهل والنقص والبخل والجبن والجشع لا يمكن أن يصح أخاء أو تترعرع محبة ، ولكن يصح الإخاء وتترعرع المحبة في البيئات الكريمة إذ لولا أن الكويتيين بصورة عامـة جبلـوا علـى الشمائل النقية واجتمعوا على المبادئ الرضية التي هي مبادئ القرآن الكريم ، ما سجلت لهم الدنيـا هذا التآخي الوثيق في ذات الله وفي حبه وعلى طاعته ، فسمو الغاية التي التقوا عليها وجـلال الأسوة التي قادتهم إليها نميا فيهم جلال الفضل والشرف .. ويذكر لنا التاريخ الإسلامي أن عقود الإخـاء ظلت مقدمة على حقوق القرابة في توارث التركات إلى موقعة بدر حتى نزل قوله تعالى (("..وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض من كتاب الله إن الله بكل شيء عليم..")) فالغي التوارث بعقد الأخوة ورجع إلى ذوي الرحم..!!

وبينما أنا أكتب هذه السطور ... وجدتني اسأل نفسي .. ترى .. ما الذي يدفعني ويدفع غيري من زملائي للكتابة عن عبدالله العبد اللطيف العثمان وغيره من أقرانه ؟!!.. وما كدت أنتهي من هذا السؤال المنطقي المعقول حتى توارد في ذهني الجواب فكان أبسط مما أتصور..

هنالك في الانسان طبيعتان غير منكورتين ... الاعجاب بالعظمة والعرفان بالجميل ، فعندما يرى هذا الانسان آلة دقيقة أو جهازاً عجيباً أو صورة رائعة أو مقالة بليغة فإنه لا ينتهي من تبيان حسنها حتى تنطوي جوانحه على الاعجاب بصاحبها .. فإن الذكاء العميق والاقتدار البارز يجعلانه ينحني من تلقاء نفسه احتراما للرجل الذكي القدير .. وكذلك عندما يسدى إليه معروف..أو تمتد إليه يد بنعمة...يذكر هذا الصنيع لمن تطوع به وعلى قدر ضخامة ما نال من خير يلهج لسانه بالثناء ويمتلئ فؤاده بالحمد كما قال الشاعر:

أفادتكم النعماء مني ثلاثة        يدي ولساني والضمير المحجبا

والحاج عبدالله العبد اللطيف العثمان جاء بما فطر عليه من نبيل السجايا وعظيم الصفات يدفعنا للانحناء للعظمة المتجلية في شخصه نحتفي بصاحبها مقدرين النعمة شاكرين مسديها.!!

ومثال آخر ... انك لو استضافك شخص كريم ورأيت البشاشة في وجهه والسماحة في قراه حفظت له ما حييت هذه المنة وسعيت جهدك كي تكافئه عليها..وحدثت من تعرف بسجايا هذا المضياف الكريم.

والحاج عبدالله العثمان يأتيه أحيانا (قاصد) وهو في حالة من حالات الغضب في تلك الساعة وككل بشر لا يملك وعيه عند الغضب يطرد ذلك القاصد من أمامه ويغرق في أعماله ، فلا تمضي سويعات قلائل وربما دقائق .. حتى يعود إلى الحاج عبدالله العثمان صوابه ويشعر بثقل ما فعل على نفسه...ويتساءل بينه وبين نفسه ... إن هـذا القاصد لم يأتيه إلا لحاجة ألمت به ، فكيف طرده ؟!! وتثور في نفسه نواحي البـر والخيـر الذي اعتاده ولا يطيق منه انفلاتا فتراه يدير وجهه حول مستخدميه : أفيكم من يعرف القاصـد الذي طردناه ؟! ألا هـل فيكم من يأتينـي به...وقد قيل لي من بعض الرواة أن الحاج عبدالله العبد اللطيف العثمان يدفع في بعض الأحيان جائزة للذي يعود إليه بـ(القاصد) الذي طرده ساعة الغضب..!!..ترى..أي سماحة هذه السماحة ؟! وأي نبل هذا النبل ؟!!

إن رجلا عظيما كالحاج عبدالله العبد اللطيف العثمان...لا يقوم بعمل عظيم وهو منساق إليه بالسياط الكاوية إنما تولد الاجادة ويبلغ الشيء درجة الإحسان بما يقارنه من رغبة ورضا فإذا أقبل المرء بفكره وقلبه على معتقده وهبه نفسه وحسه وعاش يحلم به في منامه وينشط له في يقظته وذلك يرقى به صعدا في فهم مبدئه وإجادة خدمته..وهذا هو حال عبدالله العبد اللطيف العثمان ومن هم على شاكلته ...

الذيـن مظهرهم ينبي عن مخبرهم الذي ينضح بالتقي والعفاف كما يتقد المصباح في أعماء الليل المدلهم..والذيـن نوقن – بمجرد مطالعتنا لسيرهـم أنهم طراز رفيع من الفكر الصائب والنظر السديد وأن الحيـاة مهما اسودت صحائفها وكلحت شرورها فلـن تخلو من نفوس تهزها معاني النبل وتستجيشها إلى النجدة والبر ..!!

لقد رأيت عبدالله العبد اللطيف العثمان يحيا حياة وسط لا ضنك فيها ولا كبر فهل كان ذلك عن زهد بالـذي أعطاه الله .؟!!. كلا..إنما هو – باعتقادي – انشغال بالحقائق العليا التي تصلح بها الحياة ويسخر فيها المال والرجال الكبار لا تشبعهم كنوز الذهب والفضة إذا ظمئوا إلى الحق...ولا يريحهم أن يكونوا ملـوك قومهم أو ملوك الحياة فضلا عن أن يكونوا وجهاءها إذا رأوا المساخر الشائنة تسير بالحياة كلها إلى منحـدر تتعرى فيه الدنيا من كل خير وبر..ومثل الحاج عبدالله العبد اللطيف العثمان يلبس الدنيا كل خير وبر ...

ومن نفس الكتاب نشر تحت عنوان

رئيس الجمهورية التونسية يشيد بإحسانات العربي العظيم الحاج عبدالله العثمان
و يثني الثناء العاطر على أهل الكويت
__________________________________________ 

ربمـا يتهمنا إنسان ما ، بالغلو والإغراق فيما كلناه من عبارات المديح والثناء للكويتي الشهم الحاج عبدالله العبد اللطيف العثمان ، وربما يصمنا بأن لنا مصلحة ومنفعة في ذلك المدح والإطراء ، فإذا كنا نحن كذلك فما هي مصلحة ومنفعة رئيس الجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة في الإشادة بإحسانات من وصفه بـ(العربي العظيم) الحاج عبدالله العبد اللطيف العثمان !؟

الواقـع أن إحسانـات هذا الرجـل قد سارت مسير الشمـس في الوديان وكانت ولا زالت أشهر من أن تخفـى وأعظـم أجل من أن تحصـر...إنني أثبت فيما يلـي ، مقدمة الرسالـة الواردة بتوقيع رئيس الديوان الجمهـوري التونسي السيد. عـلال العوينـي ، وفيها ما يغني عن الشرح والتفصيل وما لا يحيجني إلى تعليق:

الحمد لله وحده
رئاسة الجمهورية التونسية       تونس 14 رمضان المعظم 1378 
               ديوان فخامة الرئيس    الرقـم د/ج/210

سماحة الاستاذ الجليل محمد المنصف بن خليفة النجار
تحية وتقديرا لشخصكم الكريم وبعد:

لقد تسلم فخامة الرئيس للجمهورية التونسية رسالتك الموقرة ودرسها من كل نواحيها واعتنى بها عناية فائقة خاصة وكلفني بأن أفيدكم بما يلي:

1-: لقد طالع فخامة الرئيس نبأ مصادرة أملاككم وبيعها بأثمان بخسة على الصحف الليبية فتأسف لذلك وبلغ الأسف أكثر لما استلم رسالتكم من الكويت وشرحتم بها لوعتكم الأليمة التي تشقق لها الصخور الصم إن فخامة الرئيس لا يزال يذكر جهودكم من أجل ليبيا سواء في الجامعة العربية أو في هيئة الأمم المتحدة ...

 

ومن نفس الكتاب نشر أيضا

قبل أن أغادر الكويت وجهت إلى الحاج عبدالله العبد اللطيف العثمان الذي أنزلني بضيافته طيلة مدة مكوثي ورفيق لي هناك مدة ثلاثة أشهر وثلاثة أيام .. كتابا .. أشكره فيه على ما لقيته في كنفه من كرم الوفادة وجميل الرعاية ، وهذا شأنه مع كثيرين ممن يزورون الكويت في معظم شهور السنة..مما جعله مثلا يحتذى به ويقتدى به في المكارم والمآثر .. فما المال إلا عارة مستردة وما الباقي إلا الذكر الحسن والفعل الطيب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الكويت في 27 ايار 1959

عمي العزيز الحاج عبدالله العبد اللطيف العثمان        المكــرم ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد،

لئن عجز اللسان عن التعبير عما يختلج في أعماقي من مشاعر وأحاسيس الشكر والامتنان للذي لقيته في رحابكم من كرم الضيافة وجميل الرعاية فليس القلم بأقدر منه على ذلك ولعل الصمت في هذا المجال هو أبلغ من النطق وأقوى حجة وبيانا.

سيدي العم الكريم،

أنني أعلم علم اليقين أن هذه فضيلة فطرتم عليها وطوتها أجنحتكم تريدون فيها مرضاة الله العلي القدير أولا ، وهدوء النفس والخاطر والضمير آخرا ، وقديما حينما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوته وجاءه قومه المشركون يعرضون عليه الكف عنها لقاء وفير من المال ومزيد من العز والجاه والسلطان يقدمونه إليه في وقت كان يربط الحجر على بطنه الشريفة كي لا يشعر بألم الجوع ، فرفض وأبى الا أن يستمر بها غير عابئ بما بلاقيه من مخاطر وأهوال .. وعمر بن الخطاب يوم أكل الخبز مغموسا بالزيت حتى نحل وذوي طيلة أيام المجاعة التي حصلت في عام الرمادة وهو الذي تفتحت في وجهه كنوز كسرى وقيصر فما رفت عينه وما بدل جبته المرقعة.

وقديما أيضا افتقر حاتم الطائي وباع نفسه لبعض ضيوفه (دون ان يعلم شاريه أنه انما يشتري حاتما نفسه) كي يقري الضيوف لأنهم وفدوا إليه في يوم لم يكن يملك من حطام الدنيا قليلا أو كثيرا.

ويوم كان معن بن زائدة يرمي أعداءه بسهام نصلها من الذهب كي يتمكن الجريح من بيعها ومداواة نفسه بثمنها..

وغيرهم..ممن حفلت بمآثرهم صفحات التاريخ أقول عندما تحلى هؤلاء بالخصال التي شرفت بها النفوس وكرمت الأرواح ما كانوا ليطمعوا بـ(شهرة) تطبق آفاقهم أو ذكرا دائما يخلد مآثرهم وما كان يدور في بالهم وتفكيرهم أن ستروي الأجيال قصصهم ونوادرهم قرنا بعد قرن حالهم في ذلك كحال عبدالله العبد اللطيف العثمان الذي يقف على قارعة الطريق ليوزع المال على الرائح والغادي وليجعل منزله سواء في بلده أو في دار الغربة كعبة يحج إليها المحتاجون والفقراء المستضعفون فلا يرد قاصدا وهو لو رده في ساعة من ساعات غضبه أو انهماكه في عمله فسرعان ما يندم ويسرع في طلبه.

إن سير هؤلاء العظماء جميعا كانت ولا زالت تبهر الإسماع وتسيطر على القلوب بفضل من دونها من المؤرخين في مختلف الأحايين..ويا سيدي العم الكريم ما نحن إلا مؤرخون نسجل صورا عن حياة الناس في عصرنا هذا .. منها الفاتح ومنها الداكن منها الأبيض ومنها الأسود منها الضياء ومنها الظلام ، قال الله تعالى في كاتبه العزيز : ("..ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين..")...فنحن حينما نحاول أن لا نبخسك حقك فإنما نستجيب لأمر الله تعالى حتى ولو غضبت علينا فرضاء الله مقدم على رضاء العبد والاستجابة لأمره ونهيه شيء محتم لا يمكننا مخالفته ومن العسير علينا أن نماري في الواقع المحسوس..

إنـك يا سيدي العم تقول انك إنما تقوم بواجب يمليـه عليك طبعك ومزاجك الذي منحك إياه ربك وأودع فيـك مـا أودع من خصال ومزايا كل يؤدي واجبه حسبما هـو واقع في اختصاصه ، فأنا مثلا ليس لـدي مال أنفقه ولا عقار أبذله ولا خيل أهديها ولكـن لدي قلـم يسجل على القرطاس فيذيعها بين الناس كي يهتدى بهديها من في نفسه بضعة من الخير إن لم يكن في جيلنا الحاضر فعلى الأقل لتكون نبراسا لأجيالنا المقبلة ...

عدد الزائرين:

183 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr