علم الصيانة.. وفن التأهيل
تم افتتاح مشروع شاطئ الشويخ الذي كان بتبرعٍ كريمٍ من البنك الوطني، ويُعتبر المشروع الذي بدأ تنفيذه العام الماضي بطول 1.7 كيلومتر وبقيمة إجمالية تبلغ 3 ملايين دينار، وطبعاً هذا شيء جميل وإضافة إلى المشهد الترفيهي والجمالي في الكويت، ومؤسساتنا ما تقصر أبداً تجاه هذا الوطن، وطبعاً لا بُد أن أُعلّق على ما حدث بعد يوم من الافتتاح، قبل أن أدخل بموضوع المقال، فقد طالعتنا الصحف والنشطاء بالسوشيال ميديا بكمية المخلفات التي رُميت من قِبل رواد الشاطئ، ويُصرّح مراقب النظافة العامة في بلدية العاصمة بأنهم رفعوا 600 كيس من القمامة بعد ذلك اليوم، وحاولت أن أُحلّل كم شخصاً زار الشاطئ خلال هذا اليوم وخلفوا وراءهم 600 كيس، يعني بكل المقاييس كمية القمامة المرماة بالأرض شيء كبير جداً بغض النظر عن العدد، فلو افترضنا أن الزوار بلغوا 6000 وهذا رقم كبير ومستبعد بالنسبة لحجم الشاطئ، ولو افترضنا ان جميع الزوار رموا مخلفات على الارض فمعناه أن كل 10 أشخاص يشتركون بكيس قمامة، والله ماني قادر أستوعب شنو نوعية هذول الناس اللي قلبهم ما عورهم على البلد ونظافته، وهذا ينطبق على المواطن والمقيم، وأوجّه سؤالاً لهم: هل ترمون المخلفات وأنتم في منازلكم بالصالات وغرف النوم؟ ولا ترضون لو دخل ضيف عليكم وقام يحذف المناديل الورقية بعد استعمالها بأرضية المنزل؟ يعني الشغلة اللي ما ترضونها على نفسكم شلون ترضونها على وطننا؟ والله عيب على كل من رمى المخلفات سواء على هذا الشاطئ أو في أي مرفق عام آخر، واللي يشوف كمية القمامة والمخلفات اللي تُترك وراء موسم المخيمات، ولّا المخلفات التي تُرمى في قاع البحر من شباك وبلاستيك بأنواعه، فعلاً لازم يقول عندنا مشكلة فعلية في هذا الوطن والموضوع يحتاج غرس ثقافة وتطبيق القانون بصرامة، وإن شاء الله هذه المرة تتمكّن «الداخلية» من خلال كاميرات المراقبة من ضبطهم وتغريمهم علشان ما تنعاد مرة ثانية، وكل الشكر للبنك الوطني على تلك المساهمة، والشكر موصول للقطاع الخاص والعائلات التي تسهم بتبرعاتها القيمة لنهضة هذا الوطن، وإلى الجهاز الحكومي اللي نفذ وأشرف على تنفيذ تلك المشاريع، وخلونا نرجع للموضوع المرادف، هذا الشاطئ انتهى ونُفّذ بشكلٍ جميل، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: منو المسؤول عن صيانته؟ وخلونا نفرق ما بين الصيانة والنظافة، فالبلدية مو مقصرة بأمور النظافة، وخلوني أقول لكم قصة شاطئ أبوالحصاني، في البداية كان عبارة عن بلاج صغير ومتنفس جميل، وقبل يمكن عشر سنوات جاءت البلدية مشكورة واشتغلت عليه من تنظيف وتبليط وزراعة، وحطوا فيه كراسي خشبية جميلة وفوق هذا ألعاب للأطفال وأجهزة رياضية مخصصة للاستعمال الخارجي، يعني الصراحة شي وايد حلو، وحطوا علامات للمحافظة على الشاطئ، ووضعوا أيضاً لافتة تمنع الشواء فوق المساحات الخضراء المزروعة، يعني وكما ذكرت شيء متكامل، زين وبعدها شنو اللي صار؟ مع سوء الاستخدام وانعدام الصيانة وكذلك التقادم للمعدات والعوامل الجوية، كل شي انتلف واخترب، وكملوها الباعة المتجولون، تلاقي واحد فاتح صندوق سيارته ومسوي بسطة يبيع للأطفال من الحلاوة إلى الجراغيات، ويمه واحد آسيوي حاط له كم غاري وسكوتر ويؤجرهم على الأطفال بلا رقيب ولا حسيب، وقبل سنة تقريباً أُزيلت كافة المنشآت المتهالكة والألعاب المصدية وبقيت الكراسي الخشبية نص تالفة، أما البلاج الثاني فهو أغرب من الأول، فهو أكبر بكثير من الأول، وخلفه أرض كبيرة جداً وخُصّصت حسب مخطط المنطقة إلى حديقة عامة، وبجانبه مشروع إذا ماني غلطان هو نادي ضباط الشرطة الجديد، ولكن هذا البلاج ما حطوا فيه ولا شي، ولكن الشغل العدل بحديقته الخلفية والتي تحوّلت إلى تلال من مخلفات البناء، كل واحد ما يخاف الله من المقاولين ولا يخشى القانون يرمي مخلفاته هناك، والمضحك والمبكي بنفس الوقت أن هناك إعلاناً كبيراً للبلدية ينهى عن رمي مخلفات البناء في تلك الساحة، ويذكر بالعقوبات لمن يعمل ذلك، والربع مو سائلين لا عن إعلان البلدية ولا عن القانون المذكور فيه، واللي يُحزن أكثر أن نادي ضباط الشرطة الجديد والجميل جدا مقابل لتلك الساحة، فمن المحزن حقاً أن نرى وطننا يُستباح بهذا الشكل على أيدي من لا يقدرون العيش فيه، وفي الختام أقول إن أمر النظافة والصيانة متلازمان لكل مشروع ومرفق، والوضع يحتاج إلى تحليل ودراسة شمولية للوصول إلى لوائح ونُظم وقوانين تُطبّق بصرامة، حتى يكون وطننا بمنأى من هؤلاء، وراح أتكلم أكثر عن علم صيانة وفن تأهيل المباني بمقال قادم.
وتسلمون.
جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الرابع عشر من أكتوبر 2025 (الرابط الإلكتروني).
علم الصيانة.. وفن التأهيل - PDF