مشكور رودريغو

 

بعد مسلسل درامي بين الرئيس رودريغو وأركان سفارته في الكويت وحكومتنا الرشيدة وشعبنا اللي سيطرت عليه الاتكالية والاعتماد على الغير، انتهى المسلسل بتوقيع الاتفاقية – التي لا إضافة فيها على ما تمنحه القوانين الكويتية – ورفع الحظر عن إرسال العمالة الفلبينية إلى الكويت.

شخصياً، لا مشكلة لدي مع طلبات رودريغو، وأظن أن كل أسرة في الكويت تخاف الله وتحترم القانون لا مشكلة لديها. ففي بقاء الجواز عند السفارة لا العامل، هذا أقل ما نصت عليه اللوائح في الكويت، والتي تمنع احتفاظ صاحب العمل بجوازات موظفيه. أما ساعات النوم والراحة فقد تكون مشكلة وكذلك الإجازة الأسبوعية؛ لكونها ترتبط بثقافة توارثتها العائلات في الكويت لكون الخادمة تعيش مع الأسرة، إذ أضحى أمراً مسلماً به بأن عليها الاستيقاظ قبل ربة البيت والأولاد حتى تعد الفطور، وتوقظ الأولاد وتلبسهم ومرات تغسل السيارات وترجع تنظف الغرف وتغسل الهدوم، ويمكن تدخل المطبخ تجهز الغدا، وترجع المعزبة تعبانة من الشغل ويرجعون الأولاد بصيحتهم. وفي الوقت اللي المعزبة نايمة الظهر الخادمة تلاقونها تلاحق متطلبات الأولاد الدراسية، ولا تستغربون من كلامي فشفت بعيني الخادمة الفلبينية تصارخ على ولد وتقول له لازم تحفظ القرآن. وهي اللي تفتح شنطة الطفل وتراجع الواجبات اليومية من الحساب إلى القرآن «أيا عجبي»، وهناك ربات بيوت يشغلن خادماتهن بعمل الحلويات وغيرها وهي تبيع شغلهن على الانستغرام، ولا ننسى في هذا الشهر الفضيل اصطحاب الخادمات الاطفال إلى القرقيعان وأيضا «أيا عجبي». وفي نهاية اليوم هالمسكينة ما راح تنام قبل لا ينامون الأولاد وتتعشى المعزبة، مع هذه الحال فترة نومها لن تزيد على ٦ ساعات في أحسن الأحوال. أما الإجازة الأسبوعية فثقافة بعض الأسر ان الخادمة إذا طلعت في إجازة أسبوعية ممكن أن تهرب أو ترافق أحدا، لكن بالواقع ان ما تقوم به الخادمة في إجازتها هو شأنها، وحالها حال أي موظف، الكل يأخذ إجازته ويتصرف حسب أخلاقه، وصدقوني ترى الزين ما يحتاج الرقيب، والشين الرقيب ما يقدر عليه.

فالمشكلة ان ما يحدث في المنازل معظمه ناتج عن عدم وعي أو ثقافة خاطئة توارثتها الأسر مع الوقت وليس بسوء نية، ولكن هذا لا يعفينا من المسؤولية، لا أمام الرئيس رودريغو ولا أمام القانون، بل أمام الله سبحانه وتعالى، فهؤلاء الناس ترى بشر مثلنا، لهم أحاسيس ومشاعر ويتعبون ويرتاحون ويفرحون ويحزنون، ولولا الفقر والحاجة ما تركوا بلدهم وبيوتهم وأولادهم وأتوا لخدمتنا. فأقول للرئيس رودريغو مشكور، حرّكت المياه الراكدة ووعيت البلد بخطورة الاعتماد الكامل على الغير، وبنفس الوقت ساعدت حكومتنا على تفعيل قوانينها تجاه العمالة المنزلية، اما للأسر فأقول وفي هذا الشهر الفضيل اتقوا الله بهؤلاء الضعفاء وترى النعمة زوالة وكما تدين تدان!

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر التاسع والعشرين من مايو عام ٢٠١٨ (الرابط الالكتروني)

مشكور رودريغو Pdf


عدد الزائرين:

68 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr