نعم.. بتزين يا بوخالد

تعقيباً على مقال سابق والذي حمل عنوان «بنحترق» وكعادته عَقَّبَ على المقال بكلمتين: «الله كريم بوعثمان الغالي.. بإذن الله تزين»، فنعم وبإذن الله بتزين يا بوخالد ولكن علشان تزين تحتاج وكما يُقال إلى جرعاتٍ كبيرةٍ من الضبط والربط، وبوادرهُ بدأنا نراها ونتلمسها، فنهجُ الحكومة الجديد برئاسة سمو الشيخ أحمد النواف ظاهر للعيان، ذلك النَّهجُ وإن كان لم يمضِ من عمره إلا أسابيع قليلةٌ ولكن الوضع بدأ يتحسن وبدينا نشوف القياديين شادين حيلهم؛ لأن مناصبهم أضحت غير مُحَصَّنَة، وهذا انعكاسه إيجابيٌّ على أداء الموظفين، وخَلّوني أقول لكم هالقصة، عندي معاملة بمجمع الوزارات كَلَّفت بنتي تقوم فيها وقالت: «اليوم الخميس وما تلاقي موظفين مداومين»، المهم راحت والظاهر من زمان ما صار لها معاملة هناك اتصلت عليّ وسَبقتها بالكلام وقلت لها: «ما مداكِ خلصتِ، ولا ماكو موظفين؟» ردت وقالت: «لا أنا بكلمك من مواقف مجمع الوزارات الجديد، حَدّه مرتب وأنا أول مرة أدخله»، وكملت: «والمجمع وايد حلو ألوان وتصاميم عصرية وجريئة»، وأرسلت لي صوراً من هناك، المهم قلت لها: «خلّي عنك المبنى ولحقي على الموظفين قبل لا يطلعون»، وماكو بعد نص ساعة اتصلت عليّ وقالت: «خلصت المعاملة»، الصراحة استغربت وكملت: «كل الموظفين مداومين مع إنه اليوم الخميس والوقت تجاوز الثانية عشرة ومعاملتهم فوق الممتازة»، وتسألني: «يُبا شنو اللي صاير؟» رديت عليها: «هذا تأثير الضبط والربط من العهد الجديد»، والقصة الثانية واللي فعلاً أعجبتني وعكست واقع الحال أكثر من الأولى، ألا وهي «صَحَوة البلدية المثيرة» فحملاتهم ضد السراديب المخالفة ومخالفات البناء والتغطية الإعلامية وظهور المسؤولين بالصور والظاهر إن جماعة البلدية تطبيق القانون عندهم لازمه مُحفّز، وعلى ما أذكر أن آخر ظهور لهم كان إبان تولي بوخالد محافظة العاصمة، والذي قَادَ فيها حملاتٍ فعّالة تجاه مخالفات العاصمة، فكان يُشرف بنفسهِ على تلك الحملات التفتيشية، وبعد توليهِ حقيبة وزارة الدفاع الجماعة رَيّحوا شوي، وأعتقد أن أحسن ناس في تطبيق سياسة الإسفنجة هم القائمون على البلدية، وسياسة الإسفنجة حقّ اللي ما يعرفونها تعتمد على القدرة بالإنكماش تحت الضغط والرجوع فوراً إلى طبيعتها بعد زوال ذلك الضغط، والقصد هنا أن الأجهزة الحكومية تشتغل زين تحت الضغط، وعليه أتمنى على مجلس الوزراء أن تكون سياستهُ الضغط الدائم حتى تتحل الإسفنجة وتفقد خاصيتها الانكماشية، ويصبح بذلك الأداءُ المتميز واحترامُ القانون وتطبيقهُ هو الأصل وليس الاستثناء، وبختم مع الأخ العزيز بوخالد معالي الشيخ طلال الخالد نائب سمو رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والداخلية بالوكالة، وللعلم فإن معرفتي مع بوخالد لم تَزِد على اتصال من قِبَلهِ مُعقباً على إحدى مقالاتي إضافة إلى زيارةٍ مُقتضبةٍ لي أهديته بها إحدى مؤلفاتي، وظلَّ التواصلُ من خلال تعليقاتهِ على مقالاتي الأسبوعية، وما أُخفي عليكم توقعت عند تسلُّمه المنصب الوزاري الجديد ومسؤولياته الكثيرة ما راح يلاقي وقت يعلِّق فيه على ما أكتب، ولكن هذا ما لم يَحدُث فتعليقهُ لم يتوقف وهذا وإن دَلَّ على شيءٍ فإنما يَدُلُّ على مدى اهتمامه بما يُسَطّرُ الكُتّاب فَهُمْ مرآة المجتمع، وكذلك من رفعةِ أخلاقهِ وتواضعهِ وهذا لا يختلف عليه اثنان، وأذكر خلال زيارتي تلك تطرقنا لمشكلة التركيبة السكانية ولم أعقب حينها لضيق الوقت ولكن أَودُّ التعقيب الآن: فَحَلُّ التركيبة السكانية له مفتاحان: الأول هو القضاء على مزوِّري الجنسية؛ لأن هؤلاء هم من يُخِلّون بالتركيبة السكانية الكويتية ويُهدِّدون المواطنة ومستقبل الوطن، والمفتاح الثاني سهل، اضرب بيد من حديد تجار الإقامات وحاسب كل موظف وَقَّعَ على معاملة لأيّ عمالةٍ سائبة، فمخالفو القانون والعمالة السائبة ما هم «فقع» كل واحد منهم وراه كفيل أو وراه شركة، وكل كفيل وكل شركة وراهم موظف موَقَّع لهم، عزيزي بوخالد ألف مبروك المنصب وأنا وكل مواطنٍ شريفٍ معكم ونَشُدُّ على أياديكم، وإن شاء الله وبإذنه راح تزين وتزين وتزين.
وتسلمون.
المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الثالث والعشرون من أغسطس 2022 (الرابط الإلكتروني)
نعم.. بتزين يا بوخالد PDF




