بوجراح يغيّر
يوسف العمران «بوجراح»، إحدى الشخصيات الكويتية الجميلة والملهمة، وبداية معرفتي عنه كانت من خلال فيديو، انتشر له، يكتب أسفله «قرّرت ما أتحلطم على ديرتي، وأبادر وأغيّر كل شيء سلبي إلى إيجابي بدون ما أتكلم»، وفي الفيديو يقود سيارته موديل الثمانينات، ويشغل أغنية «ياللي تحب الكويت لا تقطع الآمال»، ويضع شماغه على كتفه ويتوقف بقرب أحد الجسور، اللي فيه علم الكويت بألوان باهتة والصبغ متهالك، ومن ثم يُخرج من سيارته الأصباغ، ويقوم بصبغ علم الكويت من جديد، وأطلق حينها مبادرة بعنوان «بوجراح يغيّر»، وكنت أظن حينها أنها هبّة وتختفي، ولكن هذه كانت البداية لسلسلة من الأعمال التطوعية، التي أطلقها بوجراح، واللي قرّر فيها أنه ما يتحلطم ويسوي شي ويغير، بدأ بنفسه، ثم لحقته مجموعة من الشباب الكويتي، الذين يريدون أن يغيّروا الكويت للأفضل، وتطوعوا معه، وتعاونت معه العديد من الجهات والشركات، كما لاحظت أن أعماله التطوعية تتم دائماً بالتعاون مع الهيئات الحكومية متكاملاً معها، ويقول في إحدى المقابلات التلفزيونية إن الدافع لمثل هذه المبادرات الإيجابية في المجتمع، هو مواجهة السلبية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعطي صورة غير صحيحة عن الشباب الكويتي وعن الكويت، لذا قرّرت حينها أن أقدّم للعالم نموذج الشاب الكويتي النشط والمحب للإيجابية.
وفي هذا المقال سأتطرق لأبرز الإنجازات والمبادرات، التي أطلقها بوجراح وفريقه العامل معه، ومنها على سبيل المثال: إعادة صيانة وتجديد عدد من الحدائق العامة، كحديقة منطقة الزهراء وحديقة منطقة الشعب، من خلال صبغها وتشغيل نوافير المياه فيها، وتركيب كاميرات مراقبة، وغيرها من أمور الصيانة اللازمة، كما عمل بوجراح أيضاً على التصدي لمشكلة الحفر في شوارع الكويت، من خلال إصلاحها في مواقع متعددة، كشارع الغيت مول، وأمام منطقة الوزارات، وفي منطقة الصليبية، بالإضافة إلى مبادراته الهادفة إلى الصيانة والحفاظ على المرافق العامة، مثل إعادة تنظيف وصبغ وصيانة جسور المشاة، وجسر مطار الكويت، وإصلاح بعض محطات الباصات، وتبديل برادات المياه القديمة بأخرى جديدة استعداداً لفصل الصيف، وتنظيف الحدائق بعد الاحتفالات الوطنية، كما أطلق مبادرة اجتماعية، بالتعاون مع إحدى الجامعات الخاصة، ألا وهي مبادرة إعداد أكبر مائدة إفطار في تاريخ الكويت، كما عمل أيضاً على تبديل السجاد في أحد المساجد في رمضان، ليتمكن المصلون من الصلاة بخشوع وراحة.
وعلى الصعيد البيئي أيضاً، أطلق بوجراح حملة «راح نحييها»، الهادفة لسقي الزرع وأشجار النخيل الموجود في الأماكن العامة وعلى الأرصفة، جُلّ هذه المبادرات وغيرها أهّلت بوجراح للحصول على جائزة التميز والإبداع، ضمن جائزة الكويت للتميز والإبداع الشبابي في نسختها السادسة، تقديراً لجهوده ومبادراته التطوعية مع فريقه العامل لخدمة المجتمع. وفي الختام، نقول شكراً بوجراح، أنت نموذج الكويتي المحب لوطنه بأفعاله قبل أقواله، ومثال للشباب الناشئ النابذ للتذمّر والتحلطم، والمحفز على التغيير الإيجابي في المجتمع من خلال المبادرات الهادفة، وآمل أن نرى المزيد من هذه المبادرات الهادفة إلى التقدم والارتقاء بمجتمعنا.
وتسلمون.
المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الثلاثون من يوليو 2024 (الرابط الإلكتروني).
بوجراح يغيّر - PDF