بوسالم

essay image

لم يكُن العمل العام في يومٍ من الأيام مجرد منظومة قوانين وإجراءات جامدة تُطبق بشكلٍ روتيني، إنما هو تلك العلاقة الحيّة والمباشرة بين المسؤول والمواطن، وبتأملنا لطبيعة العمل العام نرى أن أهميته تكمُن في الخطوات البسيطة الصغيرة في ظاهرها والعميقة في أثرها، وهذا حقاً ما شهدناه في محافظة حولي في الآونة الأخيرة، منذ تولي سعادة المحافظ علي سالم الأصفر (بوسالم) مسؤولية إدارتها، والتي تعتبر مسؤولية كبيرة واستثنائية، وذلك بتجاوزها مفهوم المنطقة الإدارية إلى أن أصبحت أشبه بالنموذج المُصغر للكويت بأكملها، لِما تتميز به من مزيجٍ بين التنوع السكاني الكبير والنشاط الاقتصادي المزدهر والحيوية الاجتماعية اللافتة، ومنذ تولي بوسالم مسؤولية هذه المحافظة النابضة بالحياة، ظهرت جلياً الرؤية الشاملة التي ينتهجها والتي تتجاوز البُعد الإداري الذي ألفناه، فلم يكتفِ بوسالم بالواجبات الإدارية والرسمية، بل غاص في أدق التفاصيل التي تمس حياة القاطنين في المحافظة من مواطنين ومقيمين على حدٍ سواء، ولا غرابة في ذلك، فمعاليه شعلة من الإيجابية والروح المسؤولة، وسبق أن لخص حبه للوطن بعبارةٍ خالدة، قالها أثناء زيارته التفقدية الأخيرة لأعمال التأهيل والترميم لمسجد العثمان في حولي، إذ قال «ما أحسن من الكويت إلا الجنة»، فما كان من هذه الإيجابية والحب للوطن إلا أن أثمر وما زال بالكثير من المبادرات الملموسة والإنجازات القيّمة التي نشهدها على أرض الواقع بين الحين والآخر، ولضيق المقال أذكر منها، متابعته الحثيثة للأمور الخدماتية المتعلقة بحياة المواطن بشكلٍ يومي، ومنها على سبيل المثال، مشاركة المحافظة في الحملة الوطنية التي تهدف لتوفير الطاقة، بالتعاون مع فريق «حافز» التابع لوزارة الكهرباء والماء، وذلك من خلال تقديم لقاء مفتوح مع المواطنين حول أهمية ترشيد استهلاك الطاقة للحفاظ على الثروات الوطنية التي أنعم الله بها على هذا الوطن الجميل، وآخر تلك المبادرات كان بالتعاون المثمر بين ثلث المرحوم عبدالله العثمان والمحافظة، في مشروع «إفطار الصائم» خلال هذا الشهر المبارك، وذلك بتوزيع وجبات إفطار يومية طوال الشهر الفضيل، وما يلفت الانتباه في هذه المبادرة اعتماد نظام الوجبات الفردية، الذي يُعد خطوةٍ حضارية تعالج ظاهرة الإسراف وهدر الطعام التي قد ترافق موائد الإفطار الجماعية، الأمر الذي يُعزز من روح التراحم بين أفراد المجتمع، ويجسد في الوقت عينه قيم الاعتدال وحفظ النعمة، والجميل بهذه المبادرة ما تعكسه من أشكال المسؤولية الجماعية، التي تجلت بتضافر جهود المحافظة مع الثلث وهِمّة المتطوعين، فكلٌ يعمل لهدف واحد ألا وهو فعل الخير ودوامه في هذا الوطن، وبذلك فإن هذا النهج المتوازن بين الواجبات الإدارية والمسؤولية المجتمعية هو ما ميّز ويميّز بوسالم، كنموذج للقيادة المُلتزمة في خدمة الوطن والمواطن، وختاماً لا يسعنا سوى أن نقول بارك الله فيك بوسالم، ووفقك لما فيه خير الكويت وأهلها، وهنيئاً لحولي بمحافظها المُخلص... وتسلمون. 

 جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الحادي عشر من مارس 2025 (الرابط الإلكتروني).

بوسالم - PDF