صحتنا وصحتهم

 

في خضم التذمّر من تردي الخدمات الصحية في الكويت، فإن هناك محطاتٍ مضيئة في هذا النظام نستطيع ملاحظتها بمقارنة بسيطة مع نظامٍ صحي متقدم، يعمل بمبدأ تأمين الضمان الصحي لكل المواطنين من دون مقابل. ففي كندا تقدم الدولة نظاما صحيا مجانيا، ما عدا علاج الأسنان والعلاج الطبيعي والأدوية. أما نحن في الكويت فكل شيء من دون مقابل.

* وهنا نقول صحتنا غلبت صحتهم.

النظام الكندي مبني على نظام صحي تجاري مغطى بتأمين، أي إن الأطباء والمستوصفات يعالجون المرضى وتحاسب الدولة من خلال تأمينها الصحي. وبهذا لا حاجة للطبيب أن يداوم في الحكومة صباحاً وفي عيادته الخاصة مساءً مما يجعل من الخدمات الصحية متقدمة.

* وهنا نقول صحتهم غلبت صحتنا.

النظام الصحي في كندا مؤمم، ولو كان يتم بشكل تجاري، فلا وجود لمستشفيات أوعيادات خاصة، ولا يملك المواطن الكندي اختيار الأخصائي أو المستشفى، فقط يستطيع اختيار طبيب العائلة العام الذي بدوره يقوم بتحويله إلى المستشفى التخصصي- يعني انت وحظك - إلا إذا عندك واسطة. 

قد يستغرب القارئ هذه القصة، فقد راجعت احد مراكز العلاج الرياضي لإصابةٍ طارئة بالكتف، إلا أن معالجتي، واسمها اليزابيث، اعتذرت لاضطرارها السفر إلى أميركا لإجراء عملية في أذن طفلتها. وسألت لم لا تجر العملية في مستشفى الأطفال هنا في تورنتو - أحد أفضل مستشفيات في العالم- أجابت أن عملية طفلتها تحتاج الى الكثير من الانتظار أو الواسطة، وقالت ان احد زملائها الأطباء له علاقة مع اختصاصي هناك وهي بانتظار الفرج، وإلا فإن عليها المغادرة إلى كليفلاند على حسابها الخاص، وكان الحظ حليفها وحصلت على الموعد. الانتظار طويلاً هو أمرٌ متعارف عليه في كندا. ففي العام الماضي تعرضت مسؤولة حسابي لوعكة صحية شخصها طبيب العائلة بسرطان الثدي وأعطيت موعدا لإجراء الأشعة بعد 45 يوماً. وبهذه الرحلة علمت بوفاتها. كذلك رأيت صديقي أمير -السمسار الاسماعيلي- يعرج فقال إنه في انتظار عملية للركبة وموعده بعد سنة، وكان سعيداً لأن مثل هذه العمليات مواعيدها بالسنتين.

في كندا المواعيد بالأشهر والسنوات. أما في الكويت فمشكلتنا الأساسية في الخدمات المساندة في المستشفيات أولاً، وثانياً الطاقة الاستيعابية المحدودة التي لا تغطي الزيادة السكانية وبانتهاء المشاريع الصحية سوف يشعر المواطن بالفرق.

هنا نقول: الحمدلله على اللي احنا فيه.. وصحتنا غلبت صحتهم.. والله يحفظ ديرتنا.

 

عدنان عبدالله العثمان

المصدر: جريدة القبس ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤ ( الرابط الالكتروني ) 

صحتنا وصحتهم Pdf

عدد الزائرين:

201 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr