بعـد الذكر والصلاة لا يسعنـا إلا أن نحمد الله عـز وجل علـى ما أسبغـه علينا من نعمه التي لا تعد ولا تحصى من الصحة والمـال والبنـون والعلـم والأمن والأمان وإن كـان يكفينا نعمة وطننا الكويت هـذا الوطـن الحبيب وحكامـه وشعبـه الذي ما فتأ الأمير الراحل الشيخ/جابر الأحمد الصباح أن دعا الله سبحانه وتعالى أن يحفظها من كل مكروه.
أمــا بعـــد..،،
فليسمح لي القارئ أن أعرف عن نفسي في بضعة سطور خطيت أحرفها من سنين طويلة التجارب في معترك الحياة ودروبها. فأنا كويتي من مواليد الكويت وأبنائها ممن تربوا على ترابها الطاهر درست الابتدائية في مدرسة الفارابي في منطقة حولي ومن ثم المتوسطة في مدرسة الفيحاء من بعدها ثانوية العديلية سعيت منذ الصغر إلى خوض تجربة الدراسة في الخارج لما رأيت في تلك التجربة من فرصة تفتح لي لا آفاق العلم فحسب بل آفاق الثقافة والمعرفة والتواصل مع الآخر فأكملت دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية في جامعة سيراكيوز حتى تخرجت منها عـام 1979 بدرجة بكالوريوس هندسة صناعية وبحوث عمليات وعند عودتي إلى الكويت التحقت بالعمل لدى وزارة النفط كباحث اقتصادي وذلك لمدة عام ونصف التحقت خلالها بدوره أساسيات النفط لمدة ستة أشهر في معهد البترول الفرنسي الواقع في إحدى ضواحي باريس ...
وعلى الرغم من الامكانيات الهائلة التي تحملها هذه الوظيفة إلا أن القلب لم يجد بعد مبتغاه وهو المتأصل في تراث حاضر من التجارة مما تركه والدنا المرحوم في طيات ذاكرتنا فلم أجد نفسي إلا وقد دفعني الطموح والحنين إلى ترك هذا المجال والالتحاق بالعمل لدى بنك الخليج الكويتي ملتحقاً بإحدى دورات الائتمان التي تجاوزتها بنجاح في تاريخ 29/4/1981 فما ان استكانت روحي إلى الطريق الذي اخترته حتى استمريت فيه من خلال العمل لدى تلك المؤسسة المالية العريقة متدرجاً بالمراتب إلى تاريخ31/12/2000 بمنصب مدير عام مجموعة إدارة المخاطر بالوكالة.
وبعـد فترة راحة مستحقة امتدت فقط لعدة أشهر ، التحقت بالعمل لدى بيت التمويل الكويتي برتبة مساعد مدير عام لقطاع التمويل إلا ان خدمتي في تلك المؤسسة الرائدة لم تستمر أكثر من عام ونصف إذ جاء قراري الذي طالما عرفت أنه قدري ورغبتي ألا وهو السير على خطى المرحوم في التفرغ للعمل التجاري الخاص وبذل المال والجهد في العمل الخيري.
وفي حقيقة الأمر لم يشكل هذا القرار نقلة نوعية في مسيرتي المهنية إذ اعتدت طوال سنين عملي لدى تلك المؤسسات على استغلال قصر فترة الدوام نسبيا في ذلك الوقت الذي امتدت ساعات العمل فيه حتى الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر ، ولم أكن لأهدره ما تبقى من ساعات اليوم الطويل فيما لاينفع ، فكنت أعمل نهاراً لتلك المؤسسات وأعمل ليلاً في تجـارة العقارات والتجارة مع الله في العمل الخيـري. أمـا شغفي وجل اهتمامي فكان لا يزال متابعة العمل الخيري والحفاظ على ارث عائلة العثمان الوقفي من خلال تنظيم العمل الوقفي العائد للعائلة ووضع الضوابط اللازمة له وخطط استثماره وتوجيه عوائده للعمل الخيري وفقا لما نصت عليه الوصايا والأوقاف من شروط الصرف.
وطوال تلك المسيرة من البحث الدؤوب عن حقوق العائلة وقعت يداي على تراث من المستندات التاريخية التي يصل عمرها إلى أكثر من (200 عام) وتجسد هذه المستندات تاريخ عائلة العثمان في قلم وورقة عملت على لم شمل العائلة في الكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين حتى تكونت لدي شجرة العائلة دقيقة وصادقة مدعمة بالمستندات. أما على المستوى الشخصي فقد هويت جمع الطوابع البريدية القديمة والنادرة حتى تكونت لدي مجموعة اعتز بها وبتاريخها الذي ترويه لي بصمت واباء.
وهكـذا عزيز المتصفح دفعتنا رغبتنا في توثيق كل ما سبق إلى نهج أسلوب العصر في النشر والتوثيق فأنشأنـا هـذا الموقع بهدف تسجيل كامل خبرتنا في العمل الخيري والوقفي وتوثيق كافة المستندات والوثائق التاريخية وكذلك ديوان المرحوم/عبدالله العثمان وجمع ما بين يدينا من مقالات ومجموعة طوابع وصور حتى تصبح متاحة لكل من يرغب في الاطلاع والبحث سواء من العائلة أو خارجها.
أما على المستوى الشخصي فلدي من الأبناء ثلاثة أنعم الله بهم علي وهم: ابنتي الكبرى إيمان وهى مهندسة صناعية تسير على خطى والدها يليها ابني الجرئ عثمان وهو خريج كندا ومتخصص في الاعلام المرئي يليه ابني وصديقي الصغير أحمد وهو في المراحل الأخيرة من الثانوية العامة.
أما في الختام عزيزي المتصفح ، فأرجو أن تجد مبتغاك من الافادة والمعرفة والمتعة في هذا الموقع وأعتذر مسبقا عن أي إساءة قد يتضمنها الموقع لا سمح الله لأي شخص أو عائلة ، إلا أن مقتضيات السرد التاريخي في بعض الأحيان تتطلب التعرض إلى بعض الأحداث وشخوصها والتي نحرص أشد الحرص على أن تنال كل الاحترام.
واللـه ولي التوفيـق ،،،
لجــنــة أوصيـاء إدارة و تنميـة ثـلـث المرحـوم
399 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع