بعد أن ألقينا الضوء على ماهية المعلم الشامل نعود إلى المعلم عبدالعزيز الذي ابتدأ الدرس الأول في الفقه و هو أحكام الطهارة. و لا يفوتنا الحديث و نحن في معرض البحث في دفتر التحضير إلقاء الضوء على الأهمية القصوى التي أولاها المجتمع الكويتي لتعليم أبنائهم أسس الفقه و الأحكام الشرعية فيما يتعلق بمختلف مجالات الحياة و دفتر التحضير الذي بين أيدينا خير شاهد. فبالإضافة إلى درس أحكام الطهارة هناك دروس أخرى أعدها المعلم عبد العزيز في دفتره منها الأحكام المتصلة بالعقيدة و أداء العبادات كأحكام الصلاة و الزكاة , و الأحكام المتصلة بالحياة اليومية و المعيشية كأحكام البيع و الشراء و الكفالة و الدين . و يعود هذا الاهتمام و الحرص على التعليم الشرعي إلى إيمان المجتمع بضرورة أن يكون الإسلام نبراساً لكل العلوم الدينية و الدنيوية التي سيحظى بها أبناؤهم . و هذا الإيمان ليس بغريب على المجتمع الكويتي فهو إيمان متجذر في الحضارة الإسلامية حيث شكل العلم الشرعي الأساس و الجوهر الذي اعتماداً عليه حلق العلماء المسلمون في فضاءات الإبداع في العلوم و المعرفة.
نعود إلى درس الفقه و الدرس في جوهره هو عبارة عن منظومة معرفية تتجزأ إلى مفاهيم رئيسية تتفرع كل منها إلى مفاهيم و أفكار جزئية . و بناءً عليه دائماً ما يبتدئ المعلم الدرس بالتعريف بالمفهوم الرئيسي الذي تندرج تحته جميع المفاهيم الخاصة بهذه المنظومة. و إن أردنا تطبيق هذا المفهوم للدرس على دفتر التحضير الذي بين أيدينا نجد أن التحضير الذي أعده المعلم عبد العزيز ينطلق من ذات الرؤية . في البداية نجد في أعلى الصفحة الأولى من التحضير عنوان الدرس و هو الطهارة .