وداعاً «البريطانية»

essay image

فاجأتنا الصحف قبل أيام عن توقف رحلات الخطوط الجوية البريطانية الى الكويت خلال الربع الأول من العام المقبل، وتاريخ تلك الخطوط مع الكويت قديمٌ ووثيق، كالعلاقة ما بين الكويت وبريطانيا، ووفق ما قرأت وقبل أن أدخل في صُلب المقال، أقتبس بعضاً مما نُشر من تقارير بريطانية، وجاء فيها التالي: «ظهرت الطائرات البريطانية في منطقة الكويت لأول مرة عام 1919م؛ إذ لم تعرف الكويت شيئاً عن الطيران قبل هذا التاريخ، وكانت البدايات الأولى تعود لهبوط طائرات من الطراز العسكري الحربي التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني (Royal Air Force) الذي أُسس من قبل حكومة بريطانيا في بداية شهر ابريل عام 1918م عندما أدركت الحكومة البريطانية أهمية هذا السلاح الجوي الجديد، الذي من خلاله تمكنت من فرض هيمنتها ونفوذها على مناطق عدة بالخليج العربي، والكويت كانت من ضمن مناطق الخليج التي اشتملت على تقديم خدمات للطيران العسكري والمدني، وفي بادئ الأمر لم يكن يوجد بالكويت مطار، فمعظم الرحلات كانت تأتي من بلاد العراق، وبعد مدة وجيزة أصبح لديها مهبط يتسع للطائرات المدنية والعسكرية البريطانية، وبعد أن تم إنشاء مطار الكويت عمل بدوره على استقبال رحلات جوية قادمة من الشرق والغرب تابعة للخطوط الجوية الإمبراطورية».. المهم خلونا نترك التاريخ ونشوف سالفة توقف البريطانية والذي هو غير عن الألمانية والهولندية التي سبقتها بالتوقف عن الطيران للكويت، فليس فقط للعلاقه التاريخية مع تلك الخطوط بل ان هذا الخط يعتبر الأفضل للسفر إلى لندن وأمريكا والأكثر تنافسية في الأسعار، طبعاً «الكويتية» ما فيها الدرجات الثلاث التي توفرها البريطانية، وبهذه الوتيرة يتجه مطارنا إلى التصنيف الإقليمي بدلاً من الدولي، وعلينا التعامل مع ما هو متوفر ومناسب من الخطوط الخليجية، ويبقى السؤال: ما أسباب قرار توقف الطيران الدولي للهبوط في الكويت؟ هل هي فعلاً الأسعار التنافسية التي تقدمها الخطوط الخليجية والتركية؟ أم هناك أمر آخر يتعلق بالخدمات والأسعار المقدمة من قبل الطيران المدني؟ والسؤال الأهم: هل هناك أي خطط لإعادة مكانة مطار الكويت كمركز جاذب للطيران الدولي؟ وخصوصاً اننا قرأنا بالصحف نجاح البحرين تفاوضيا باعادة الخطوط البريطانية الى مطارها، الصراحة، ما سمعنا شي من المسؤولين عن هذا الامر وكأن الأمر غير مهم، زين ما يخالف، ما نبي طيران عالمي ولكن على الأقل اهتموا بالخطوط الكويتية المحدودة الأسطول مقارنة مع الآخرين، وكذلك حسنوا خدماتها، يعني الشغلة ما يبيلها الكثير من البحث للوصول إلى مدى تأخر خدماتها، سواء في إجراءات الحجز أو الارتباط مع شركات أُخرى، وأذكر في بداية السنة كانت عندي رحلة إلى هونغ كونغ عن طريق تايلند، أخذت الكويتية ولكن وللأسف لازم تستلم جنطتك في تايلند وتطلع من الجوازات وترد تدخل قاعة المغادرين وتسجل جنطتك وتاخذ كرت الدخول الى محطتك النهائية، ونفس القصة صارت معاي في جنيف، للأسف الخطوط الكويتية ما عندها اتفاقيات واسعة مع الخطوط الأخرى والصراحة مادري ليش! زين شنو الحل؟ أعتقد أن الحل يكمُن في الدخول على خط المنافسة مع الجميع وبقوة بالطرق المهنية والاقتصادية، إما بتأسيس خطوط وطنية تطرح مشاركة مع القطاع الخاص، مثل ما هو صاير بالدول الأخرى، وبعطي مثال على ذلك، طيران الرياض اللي داخل بكل قوة على خط المنافسة، أو أن تُخصص الحكومة شركة الخطوط الكويتية وتحول جموع الموظفين العاملين بها إلى التقاعد وإلى أجهزة الدولة الاخرى، وتسليمها إلى إدارة جديدة تبنيها من الصفر، أما بالطريقة الحالية اللي ماشيين عليها، فالعوض على الله.

وتسلمون.

 

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء السادس والعشرون من نوفمبر 2024 (الرابط الإلكتروني).

وداعاً «البريطانية» - PDF